كنيسة السيدة العذراء للأقباط الكاثوليك بالمنشاة الكبرى
مرحبا بك فى منتديات كنيسة السيدة العذارء للاقباط الكاثوليك بالمنشساة الكبرى +++اذا كنت عضوا قم بالتعريف بنفسك +++ واذا لم تكن عضوا فعليك بالتسجيل

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

كنيسة السيدة العذراء للأقباط الكاثوليك بالمنشاة الكبرى
مرحبا بك فى منتديات كنيسة السيدة العذارء للاقباط الكاثوليك بالمنشساة الكبرى +++اذا كنت عضوا قم بالتعريف بنفسك +++ واذا لم تكن عضوا فعليك بالتسجيل
كنيسة السيدة العذراء للأقباط الكاثوليك بالمنشاة الكبرى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» مهرجان التنمية البشرية السنوى
المجمع الفاتيكاني الأوّل ( المسكوني العشرون ) Emptyالسبت فبراير 02, 2013 1:54 pm من طرف stmaryaiad

» الدورات التدريبية المدعمة لشهر سبتمبر
المجمع الفاتيكاني الأوّل ( المسكوني العشرون ) Emptyالسبت سبتمبر 08, 2012 9:36 pm من طرف stmaryaiad

» بيان هام لكل الخدام
المجمع الفاتيكاني الأوّل ( المسكوني العشرون ) Emptyالأحد أغسطس 19, 2012 7:27 pm من طرف stmaryaiad

» مفاجأااااااااااااة شهر مايو
المجمع الفاتيكاني الأوّل ( المسكوني العشرون ) Emptyالأربعاء مايو 09, 2012 6:39 pm من طرف stmaryaiad

» نسخة الويندوز المسيحية القبطية
المجمع الفاتيكاني الأوّل ( المسكوني العشرون ) Emptyالسبت أبريل 21, 2012 7:13 pm من طرف جوزيف واصف


المجمع الفاتيكاني الأوّل ( المسكوني العشرون )

اذهب الى الأسفل

المجمع الفاتيكاني الأوّل ( المسكوني العشرون ) Empty المجمع الفاتيكاني الأوّل ( المسكوني العشرون )

مُساهمة من طرف atef الجمعة يناير 01, 2010 4:25 am

مُختارات من أهم وثائق الكنيسة الكاثوليكة عبر التاريخ

المجمع الفاتيكاني الأوّل ( المسكوني العشرون )،
من 8 كانون الأوّل إلى 20 تشرين الأوّل 1870
3000 - 3045 – الجلسة الثالثة، 24 نيسان 1870: الدستور العقائدي "dei filius" في الإيمان الكاثوليكيّ

دعا
إلى انعقاده البابا بيوس التاسع وانعقد في بازيليك القديس بطرس في
الفاتيكان. كان يهدف إلى محاربة النزعة الحداثية التي نشأت في الغرب وكانت
تعلي شأن العلم والعقل وتحط من شأن الإيمان.

من أهم ما توصل إليه
المجمع: إعلان العقيدة الكاثوليكية الخاصة بعصمة البابا أي إستحالة
ارتكابه خطأً عندما يُعلن حقيقة تخص الإيمان المسيحي والأخلاق.

اضطر
هذا المجمع لتعليق جلساته حينما دخلت القوات الإيطالية واحتلت مدينة روما
منهية بهذا فترة حكم الدولة الباباوية للمدينة، ولذلك فقط ظل المجمع
منعقداً (نظرياً) حتى تم إغلاقه رسمياً عام 1960 أي قبيل إنعقاد المجمع
الفاتيكاني الثاني.

تمهيد

ترجمة النص اللاتيني
النص اللاتيني

3000
- ... ولكننا الآن، في حين يجتمع معنا أساقفة العالم أجمع ملتئمين
بسلطاننا في الروح القدس، في هذا المجمع المسكونيّ المقدّس، ونحن مستندون
إلى كلام اللّه المكتوب والمنقول إلينا بالتقليد، كما تسلمناه من الكنيسة
الكاثوليكيّة محفوظاً بقداسة ومعروضاً بأمانة، قد عزمنا، من على منبر بطرس
هذا، على أن نعترف ونصرح في وجه الجميع بعقيدة المسيح الخلاصيّة نابذين
ودائنين، باسم السلطان الذي أودعنا اللّه إياه، الأضاليل المضادة.

الفصل 1: اللّه الخالق كل شيء

(3001: اللّه الواحد الكامل، المتميز من العالم. - 3002: فعل الخلق: كماله، غايته ومفعوله. - 3003: العناية الإلهيّة).

ترجمة النص اللاتيني
النص اللاتيني

3001-
إن الكنيسة المقدّسة الكاثوليكيّة الرسوليّة تؤمن وتعترف بأن الّه واحد
حقيقي حيّ، خالق وربّ للسماء والأرض، قادر، أزلي، غير محدود، ولا يمكن
إدراكه، ليس له نهاية في العقل والإرادة وفي كل كمال. وبما أنه جوهر روحي
واحد فريد كليّ البساطة وغير متحول، فلا بدّ من أن يقال عنه إنه متميز من
العالم في الحقيقة والجوهر، وإنه كليّ السعادة في ذاته وبذاته، وإنه أسمى
بما يفوق الوصف من كل ما عداه مما هو كائن أو يمكن أن يتصوّر ( ق1-4).

3002-
إن هذا الإله الحقيقيّ وحده، بصلاحه "وبقوته الكلية الاقتدار" وليس لزيادة
سعادته أو الحصول على ملء كماله، ولكن لإظهاره بالخيرات التي يمنحها
لخلائقه، وبمشورة كلية الحرية، "قد خلق معاً، منذ بدء الزمان، من العدم،
كلا من الخلائق الروحية والجسدية، أي الملائكية والعالمية، وبعدها الخليقة
البشرية الجامعة بينهما المركبة من روح وجسد (المجمع اللاتراني الرابع:
الرقم 800، فيما بعد ق2 و5).
3003- إن اللّه يحفظ ويسوس بعنايته جميع
ما خلقه "بالغاً من غاية إلى غاية بالقوّة ومدبراً كل شيء بالرفق" (حك 8 :
1). إذ "كل شيء عار مكشوف لعينيه" (عب 4 : 13) وكذلك ما سيصدر عن فعل
الخلائق الحرّ.





الفصل 2: الوحي

(3004: واقع الوحي الفائق الطبيعة. - 3005: ضرورته. - 3006: مصادره. - 3007: تأويله: الكنيسة).
ترجمة النص اللاتيني
النص اللاتيني
3004-
إن الكنيسة المقدسة ذاتها، أمنا، تعتقد وتعلم أن اللّه، مبدأ وغاية كل
شيء، يمكن أن يُعرَف معرفة أكيدة بنور العقل البشريّ الطبيعيّ من
المخلوقات، لأن "صفاته غير المنظورة... تبصر منذ خلق العالم، مدركة
بمبروءاته" (رو 1 : 20).غير أن حكمته وصلاحه قد ارتضيا بأن يظهر للجنس
البشريّ، نفسه وأحكام إرادته الأزلية، بطريقة أخرى هي فائقة الطبيعة: " إن
اللّه، بعد إذ كلم الآباء قديماً بالأنبياء، مراراً عديدة وبشتى الطرق،
كلمنا نحن، في هذه الأيام الأخيرة، بالابن" (عب 1 : 1 ، ق1).

3005-
فبفضل هذا الوحي الإلهيّ، يستطيع الجميع في حالة الجنس البشريّ الراهنة،
أن يعرفوا بسهولة، وبيقين ثابت لا يشوبه ضلال، ما ليس ممتنعاً بحدّ ذاته
على العقل البشريّ، في الأمور الإلهيّة. وإنما لأن اللّه، بصلاحه غير
محدود، قد أعدّ الإنسان لغاية تفوق الطبيعة، أي المشاركة في الخيرات
الإلهيّة التي تفوق كليّاً ما يمكن العقل البشريّ إدراكه. إذ "إن ما لم
تره عين، ولا سمعت به أذن، ولا خطر على قلب بشر، ما أعده اللّه للذين
يحبونه (1كو 2 :9؛ ق2 و3).

3006- إن هذا الوحي الفائق الطبيعة
تحويه، بحسب إيمان الكنيسة الجامعة، الذي أعلنه المجمع التريدنتيني
المقدّس، "الأسفار المكتوبة، والتقاليد غير المكتوبة، التي تقبلها الرسل
من فم المسيح نفسه، أو نقلها الرسل أنفسهم، كما من يد إلى يد، بفعل الروح
القدس، فوصلت إلينا" (رقم 1501). وأسفار العهدين القديم والجديد هذه، كما
عددت في مرسوم ذلك المجمع، وكما توجد في الطبعة المنتشرة اللاتينية
القديمة (فولغاتا)، يجب تقبله مقدّسة وقانونية بكاملها وبكل أجزائها.
والكنيسة تعدها كذلك لا لأنها صنعت بعمل الإنسان وحده ثم ثبتتها هي
بسلطتها، ولا لأنها تحوي الوحي بدون ضلال فقط، وإنما لأنها كتبت بإلهام
الروح القدس، ولأن واضعها هو اللّه ونقلت هكذا إلى الكنيسة (ق4).

-
وبما أن البعض عرضوا على وجه سيء المرسوم الذي أصدره المجمع التريدنتيني
المقدّس، عن تفسير الكتاب المقدّس لإصلاح العقول الوقحة، فإننا نعلن، ونحن
نجدّد هذا المرسوم، أن نيته هي، في مواضيع الإيمان والأخلاق المتعلّقة
بتكوين العقيدة الإلهيّة، وجوب اعتماد المعنى الذي اعتمدته وتعتمده لأمّنا
الكنيسة المقدّسة كمعنى صحيح، إذ الحكم لها في المعنى والتفسير الصحيح
للأسفار المقدّسة. ولذلك يحل لأحد تفسير هذا الكتاب المقدّس خلافاً لذلك
المعنى، أو خلافاً لرضى الآباء الإجماعيّ.


الفصل 3: الإيمان

(3008: ماهية الإيمان. -3012: ضرورة الإيمان. -3013...: أعوان الإيمان من الخارج ومن الداخل).
ترجمة النص اللاتيني
النص اللاتيني

3008-
بما أن الإنسان هو كليّاً في يد اللّه بكونه خالقه وربه، وأن العقل
المخلوق يخضع كليّاً للحقيقة غير المخلوقة، فعلينا أن نقدم بالإيمان للّه
الذي يتجلّى ملء خضوع عقلنا وإرادتنا (ق1). وهذا الإيمان الذي هو بداية
خلاص الإنسان (ر1532)، تعترف به الكنيسة الكاثوليكيّة فضيلة فائقة
الطبيعة، بها نعتقد، بعون سابق من اللّه ومؤازرة النعمة، صحة الأمور التي
أوحى لنا بها، لا لسبب صحتها بذاتها المدركة بنور العقل الطبيعي، وإنما
بسبب سلطة اللّه نفسه الذي يوحي، والذي لا يمكن أن يُخدِع أو يخدعنا
(ر2778؛ ق2). لأن الإيمان، كما يشهد الرسول هو قوام المرجوات وبرهان غير
المرئيات" (عب 11 : 1).

3009- ومع ذلك، فلكي يكون الإيمان على
مقتضى العقل (رو2 : 1) أراد اللّه أن تصحب إعانات الروح القدس من الداخل
براهين من الخارج على وحيه، أي وقائع إلهيّة، وخصوصاً المعجزات والنبوءات،
التي تظهر على وجه مؤثر قدرة اللّه الكاملة وعلمه اللامتناهي، وتكون هكذا
دلالات أكيدة على الوحي الإلهيّ تتواءم وجميع العقول (ق3 ، 4). كذلك صنع
موسى والأنبياء، وخصوصاً المسيح ربنا، معجزات كثيرة باهرة وتنبأوا. ونقرأ
عن الرسل: "أنهم خرجوا وكرزوا في كل مكان، والرب يؤازرهم ويؤيد الكلمة
بالآيات التي تصحبها" (مر 16 : 20) وكتب أيضاً: "تأكد لنا بوجه أقوى كلام
الأنبياء الذي تحسنون (الصنع) إذا تمسكتم به كما بمصباح يضيء في مكان
مظلم" (2بط 1 : 19).

3010- وعلى كون قبول الإيمان ليس حركة عمياء
من العقل، إلاّ أنه ليس من إنسان يستطيع الخضوع للكرازة الإنجيلية بالوجه
المطلوب للخلاص "دون إنارة ووحي من الروح القدس الذي يمنح الجميع ختمه
عندما يخضعون للحقيقة ويؤمنون بها" (مجمع أورانج الثاني:377). لذلك
فالإيمان بحد ذاته، وإن لم يفعل بالمحبّة، هو عطية من اللّه. وفعل الإيمان
عمل خلاصيّ، به يقدم الإنسان للربّ نفسه طاعته الحرة بالقبول والتعاون مع
نعمته التي يستطيع مقاومتها

3011- بالإضافة إلى ذلك يجب الإيمان،
بإيمان إلهيّ وكاثوليكي، بكل ما يحويه كلام اللّه، المكتوب والمنقول
بالتقليد، والذي تعرضه الكنيسة بحكم علني أو بسلطانها التعليميّ العادي
والشامل.

3012- ولأنه "بدون إيمان يستحيل إرضاء اللّه" (عب 11 :
6)، وبلوغ المشاركة في حالة أبنائه، فما من أحد يبرر بدونه، وما من أحد
"ما لم يثبت إلى المنتهى" (مت 10 : 20؛ 24 : 13) ينال الحياة الأبدية،
ولكن، لكي نستطيع القيام بواجب اعتناق الإيمان الحقيقي، والاستمرار دوماً
فيه، أسس اللّه، بابنه الوحيد، الكنيسة، ووفر لها أدلة واضحة على تأسيسه،
حتّى يتمكّن الجميع من معرفتها كحارسة ومعلّمة لكلام اللّه الموحى به.

3013-
فللكنيسة الكاثوليكيّة وحدها تعود تلك الأدلة كلها الكثيرة والعجيبة، التي
هيأها اللّه لجعل مصداقية الإيمان المسيحي واضحة، وما هو أكثر من ذلك أن
الكنيسة بانتشارها العجيب، وقداستها السامية، وخصبها الذي لا ينقص بكل
خير، وبسبب وحدتها الكاثوليكيّة وثباتها الذي لا يقهر، هي بذاتها مدعاة
للإيمان وشهادة لا تنقض لرسالتها الإلهيّة. 3013 1794

3014- وينتج
من ذلك أن الكنيسة بذاتها، كراية مرفوعة بين الأمم (أش 11 : 12) تدعو
إليها من لم يؤمنوا بعد،وتزيد في أبنائها اليقين بأن الإيمان الذي يعترفون
به يقوم على أساس متين جداً. وإلى هذه الشهادة ينضاف عون النعمة العلوية
الفعّال. فالربّ الجزيل الرحمة يثير ويعين بنعمته من هم في الضلال حتّى
"يبلغوا إلى معرفة الحقّ" (1تي 2 : 4)، ويثبت بنعمته من دعاهم من الظلمة
إلى نوره العجيب (ر 1بط 2 :9؛ كو 1 : 13) حتّى يستمرّوا في ذلك النور فلا
يهمل إلاّ من أهمل نفسه (ر1537) لذلك فحالة من اعتنقوا الحقيقة
الكاثوليكيّة بفضل عطية الإيمان السماوية، لا تشبه في شيء حالة من استدلوا
بالآراء البشريّة، فاتبعوا ديانة غير حقيقيّة. فالذين تقبلوا الإيمان
بتعليم الكنيسة لا يمكن أبداً أن يكون لهم سبب حق لتغيير الإيمان أو لوضعه
موضع الشكّ (ق6). وبما أن الأمور هكذا "فلنشكر اللّه الآب الذي أهلنا
للشركة في ميراث القديسين في النور" (كو 1 : 12) ولا نهملن خلاصاً عظيماً
كهذا (ر عب2: 3)، ولكن "إذ نحن شاخصون بأبصارنا إلى مبدئ الإيمان ومكمله"
(عب 12 : 2)، فلنتمسك باعتراف الرجاء على غير انحراف" (عب 10 : 23).


الفصل4: الإيمان والعقل

(3015:
نظامان للمعرفة. - 3016: نصيب العقل في إعداد الحقيقة الفائقة الطبيعة.
-3017...: لا تناقض بين الإيمان والعقل. -3019: العون المتبادل بين
الإيمان والعقل. -3020: معنى التقدم في علم اللاهوت).
ترجمة النص اللاتيني
النص اللاتيني

3015-
لقد تمسكت الكنيسة، وما زالت أيضاً، بأن هناك نظامين للمعرفة، متميزين ليس
فقط بمبدئهما وإنما أيضاً بموضوعهما: بمبدئهما إذ نعرف في الواحد بالعقل
البشريّ، وفي الآخر بالإيمان الإلهيّ. وبموضوعهما إذ تعرض علينا للإيمان،
علاوة على الحقائق البشريّة التي يمكن العقل البشريّ أن يدركها، أسراراً
خفية في اللّه لا تمكن معرفتها إلاّ إذا أوحى بها اللّه (ق1).
لذلك
يعلن الرسول، الذي يشهد إن اللّه قد عرفته الأمم "بمبروءاته" (رو 1 :
20ذ)، عندما يتكلّم على النعمة وعلى الحقيقة اللتين تأتيان من يسوع المسيح
(رو 1 : 17): " أن ما ننطق به إنما هو حكمة اللّه التي في السر، المكتوبة،
التي سبق فحددها قبل الدهور لمجدنا، التي لم يعرفها أحد من رؤساء الدهر...
وقد أعلنه لنا اللّه بروحه،لأن الروح يفحص كل شيء حتّى أعماق اللّه" (1كو
2 : 7- 8 و10). والابن الوحيد هو نفسه يشكر للآب أنه أخفى هذه الأشياء عن
الحكماء وأصحاب الدهاء وكشفها للأطفال

3016- إن العقل عندما يسعى،
بعناية وتقوى واعتدال، ينيره الإيمان، يهبه اللّه أن يدرك الأسرار إدراكاً
كثير الثمر، إمّا بالتماثل مع الأشياء التي يعرفها طبيعياً، وإمّا
بالروابط التي تصل الأسرار بعضها ببعض وبغاية الإنسان الأخيرة. ولكنه لا
يستطيع أبداً أن يسبر أغوارها كما يفعل بالنسبة إلى الحقائق التي هي
موضوعه الخاصّ. فالأسرار الإلهيّة بطبيعتها ذاتها تفوق جداً العقل
المخلوق، بحيث تبقى، حتّى عندما ينقلها الوحي ويتقبّلها الإيمان، مغشاة
أيضاً بحجاب الإيمان، وكأنما يكتنفها بعض الظلام، ما دمنا، في هذه الحياة
الزائلة، نسير بعيداً عن الربّ، لأننا نسلك بالإيمان لا بالعيان (2كو 5 :
6- 7).

3017- ولكن، على كون الإيمان يسمو على العقل، لا يمكن
أبداً أن يحصل خلاف بين الإيمان والعقل، إذ إن الإله هو ذاته الذي يوحي
بالأسرار ويكاشف بالإيمان، وهو الذي ينزل على الروح البشري نور العقل،
واللّه لا يستطيع أن ينكر نفسه، ولا الحق أن يناقض أبداً الحق، وهذا
المظهر الباطل للتناقض يتاتى خصوصاً من أن عقائد الإيمان لم تفهم ولم تعرض
بحسب روح الكنيسة، أو عندما تحسب آراء خاطئة كأنها استنتاجات عقلية. "لذلك
نحدد أن كل مقولة مناقضة لحقيقة الإيمان المستنير هي خاطئة تماماً"
(المجمع اللاترانيّ الخامس:1441).

3018- وعلاوة على ذلك، إن
الكنيسة التي تسلّمت مع مهمة التعليم الرسولية، وصية حفظ وديعة الإيمان،
لها من اللّه الحق وعليها الواجب أن ترذل "العلم" الكاذب (ر1تي 6 : 20)
حتّى لا يخدع أحد بغرور الفلسفة الباطل (ركو 2 : 8؛ ق2).لذلك على
المسيحيين المؤمنين جميعهم، ليس فقط أن يمتنعوا عن الدفاع عن مثل هذه
الآراء المعروفة بأنها تناقض عقيدة الإيمان، خصوصاً إذا كانت الكنيسة قد
رذلتها، كأنها نتائج علمية صحيحة، بل بالحري أن يعدوها تماماً بمثابة
أضاليل تتلبس مظهراً خادعاً للحقيقة.

3019- إن الإيمان والعقل
ليس فقط لا يمكنهم أبداً أن يكونا على خلاف، بل هما أيضاً على تعاون
متبادل (ر2776؛ 2811). فالعقل السوي يبرهن على أسس الإيمان وينكب في ضوئه
على علم الأمور الإلهيّة. أمّا الإيمان فهو يحرر العقل ويصونه من
الأضاليل، ويوفر له الكثير من المعارف.
لذلك ليس وارداً عند الكنيسة أن
تقاوم الانكباب على العلوم الإنسانيّة والفنون الحرة. وهي بالعكس، تساعدها
وتعمل على تقدّمها بأساليب شتّى. وهي لا تجهل ولا تزدري الفوائد التي تعود
منها على حياة البشر، بل تعترف بأنها هي التي تأتي من اللّه، رب العلوم
(ر1صموئيل (1ملوك)2 : 3) تستطيع أن تقود إلى اللّه، بمؤازرة نعمته إذا
استعين بها كما يجب.
إنها لا تمنع أن يستعمل كل من العلوم في مجاله
مبادئ وطريقة خاصة به. ولكنها، وهي تعترف بتلك الحرية المشروعة، تبقى
حريصة على ألاّ تتقبل تلك العلوم أضاليل تناقض العقيدة الإلهيّة، أو
تتجاوز حدودها فتقتحم وتبلبل مجال الإيمان.

3020- وعقيدة الإيمان
التي أوحى بها الربّ لم تعرض كاكتشاف فلسفيّ يتقدّم بالتفكير البشريّ،
ولكن كوديعة إلهيّة وكّلها اللّه إلى عروس المسيح لتحفظها بأمانة وتقدمها
بدون غلط، وبالتالي فمعنى العقائد المقدّسة الذي يجب حفظه على الدوام هو
ما قدمته أمّنا الكنيسة المقدّسة مرّة واحدة، ولا يجوز أبداً الانحراف عنه
بحجة أو باسم لإدراك أكثر تعمقاً (ق3).
"فليزدد وليتقدم باتساع وعمق،
بالنسبة إلى كل واحد وإلى الجميع، إلى الإنسان الفرد كما إلى الكنيسة
جمعاء، بحسب الدرجة الخاصّة بكل سن وبكل عصر، الذهن، والعلوم، والحكمة،
ولكن على مستواها فقط، في المعتقد ذاته، والمعنى ذاته، والفكر ذاته".

-
المرجع: الكنيسة الكاثوليكية في وثائقها، دنتسنغر-هونرمان، الجزء الثاني.
من سلسلة الفكر المسيحي بين الأمس واليوم. منشورات المكتبة البولسية،
جونيه - لبنان، طبعة أولى 2001.
atef
atef
المدير

ذكر
عدد الرسائل : 1809
العمر : 54
تاريخ التسجيل : 12/06/2007

https://st-mary.forum.st

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى